يحمل الكاتب قارئ الرواية ليرتحل به إلى منطقة الظفرة، ليعايش الحياة اليومية لسكان المنطقة في الفترة التي سبقت الإتحاد وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وما كان يعانيه الأهالي من شح الموارد وقسوة الطبيعة والأخطار التي كانوا يتعرضون لها خلال رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، حيث يعيش المرء عند الغوص في الأعماق المظلمة مع الموت، مع لحظات الفناء المداهمة في كون يتخلق من كائنات ليس لها لغة تتحدث بها، وتراوغ وتناور وتساوم، هي هكذا خلقت في المباشرة والوضوح، وهي لا تعرف غير لغة إشباع الغريزة، صامتة إلى حد الرعب، شرسة إلى درجة لا تتوقع منها الرأفة أو تخفيف الحكم، فلديها شريعة الموت للآخر كي تبقى هي حية. ومن خلال أحداث الرواية؛ يغزل أبو الريش ملامح الحياة الاجتماعية لأهل الجواء إحدى قرى منطقة الظفرة، والعادات والتقاليد والمعتقدات التي كانت سائدة لديهم، فيلمس القارىء حرصهم على إرسال الأطفال، فتية وفتيات، إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة، والعلاقات القوية التي تربط الجار بجاره، وتجذر قيم الكرم والشهامة وإغاثة الملهوف والمحتاج، وتقديم العون للفقير حتى من قبل غير الموسرين.
مشروع إصدارات