إنَّ اللَّحْظَ الدَّقِيقَ لِتَفاصِيلِ الحَياةِ اليَوْمِيةِ ومَجْرَياتِ أَحْداثِها، يُثِيرُ في النَّفْسِ العَجَبَ وفي العَقْلِ الحَيْرَة؛ حَيْرَة تَستَعصِي عَلى التَّعبِيرِ إلَّا مِن كاتِبٍ قَدِيرٍ تُمَكِّنُه مُفْرَداتُ لُغَتِه مِن صِياغةِ اضْطِراباتِه الذَّاتيَّةِ في جُمَلٍ مَعْقُولة، وتُمَكِّنُه قُدْرَتُهُ عَلى التَّصْوِيرِ عَلى جَعْلِها قابِلةً لِلتَّخَيُّل، تَتَماسُّ معَ قارِئِها بالمُشارَكة، وتَحْمِلُ في طَيَّاتِها التَّفَهُّمَ والمُواسَاة. هكَذَا يَخْلُقُ مِنَ الحَيْرَةِ فنًّا، ومِن اضطِرابِ الذَّاتِ إبْداعًا، وهكَذَا كانَتْ خَواطِرُ الأَمِيرةِ المِصْرِيةِ «قدرية حسين» في بِلادِ الأناضول؛ سِلْسِلةً مِنَ النُّصُوصِ الصَّادِقةِ البَسِيطةِ الَّتي تَصِلُ القَلْبَ والعَقْل، تَحْكِي مِن خِلالِها مَشاعِرَها ومُشاهَداتِها اليَوْمِيَّة، وحَياتَها الَّتي بِالرَغْمِ مِن ثَرائِها تَظَلُّ سَرَابًا تَصْعُبُ مُلاحَقَتُه، كَتَبَتْها بالتُّرْكِيةِ وتَرْجَمَها عَنْها أَدِيبٌ مُحَنَّك، صَنَعَ مِن كِتابَتِها نَثْرًا سَلِسًا وقَيِّمًا، يَسْتَحِقُّ الِاحْتِفاظَ بِه.
1 of 1 copy available
1 of 1 copy available
-
Creators
-
Publisher
-
Release date
March 2, 2022 -
Formats
-
OverDrive Read
-
EPUB ebook
- File size: 252 KB
-
-
Languages
- Arabic
Loading
Why is availability limited?
×Availability can change throughout the month based on the library's budget. You can still place a hold on the title, and your hold will be automatically filled as soon as the title is available again.
The Kindle Book format for this title is not supported on:
×Read-along ebook
×The OverDrive Read format of this ebook has professional narration that plays while you read in your browser. Learn more here.